زملاء أوسيمين يبحثون في كوت ديفوار عن رابع لقب
ضمن منتخب نيجيريا بهذا الفوز، بصفة رسمية، حضوره الثامن في نهائي الـ”كان”، عبر تاريخ مشاركاته الإفريقية، وسبق له التتويج بـ”التاج القاري” ثلاث مرات، تزامنا مع دورات 1980 و1994 و2013، مقابل إحرازه وصافة البطل، في أربع مناسبات، عندما احتل المركز الثاني، خلال نسخ 1984 و1988 و1990 و2000.
ويعول منتخب نيجيريا لكرة القدم على جيله الحالي من أجل انتزاع رابع لقب لـ”النسور الخضر”، بعد مرور عقد زمني على آخر لقب لهم، طالما أن خطوة واحدة هي التي باتت فاصلة عن تحقيق الحلم، وإن كان ذلك يتطلب مضاعفة الجهد أكثر في المشهد الختامي، علما أن وصول منتخب نيجيريا إلى النهائي لم يكن بالصدفة؛ بل جاء بفضل جهود لاعبيه، الذين أبانوا عن قدراتهم وقتاليتهم، سواء في دور المجموعات، أو الأدوار الموالية، سواء الثمن أو الربع أو النصف، وهو ما يعني بالتأكيد أنهم سيواصلون القتال الرياضي من أجل بلوغ المبتغى.
ولم يكن فوز المنتخب النيجيري بالسهل في هذه المباراة الحارقة، التي تميزت بنوع من القوة والندية بين الطرفين المتباريين، عبر مختلف أطوار اللعب. واتسم الشوط الأول بطابع الحيطة والحذر، مع تبادل محاولات سانحة للتسجيل لدى الجانبين معا، بمعدل فرصتين واضحتين لكل طرف، تزامنا مع الدقيقتين 24 و37 لصالح نيجيريا، والدقيقتين 27 و39 لفائدة جنوب إفريقيا، دون أن تسفر أي منها عن هز شباك أحديهما، لتنتهي الجولة الأولى بلا غالب ولا مغلوب (0-0).
ومع انطلاق الشوط الثاني أبدى المنتخبات نيتهما في تسجيل هدف السبق، على نحو اكثر حدة، مقارنة مع الشوط الأول، من خلال هجمات متبادلة، مع استحواذ كروي نيجيري، بنسبة مائوية ملحوظة، قبل أن ينجح منتخب “النسور الخضر” في توقيع الهدف عن طريق اللاعب وليام تروست إيكونغ في الدقيقة 67، من مصدر ضربة جزاء.
وجاءت الدقيقة 86 أكثر وبالا على منتخب نيجيريا، باعتبارها قلبت كل المعطيات رأسا على عقب؛ إذ في الوقت الذي بدا فيه أن النيجيريين حسموا التأهل بتوقيع الهدف الثاني، فقد اصطدموا برفض هدفهم مقابل تلقي مرماهم لهدف التعادل، على التو؛ ذلك أن الحكم المصري محمد أمين عمر قرر إلغاء الهدف المسجل من طرف اللاعب النيجيري فيكتور أوسيمين، بعد الاستعانة بتقنية الفيديو المساعد “فار”، الذي أوضح، في الآن ذاته، وجود مخالفة مرتكبة داخل “منطقة جزاء النيجيريين”، قبيل الهجمة التي انتهت بتوقيع الهدف الجنوب إفريقي الملغي، ليعلن الحكم عن ضربة جزاء لصالح منتخب “بافانا بافانا”؛ حيث انبرى لها بنجاح اللاعب تيبوهو موكيانا، مسجلا هدف التعادل (1-1)، وهي الحصة التي خلص إليها الوقت الأصلي من المواجهة.
ولم يأت الشوطان الإضافيان بجديد يذكر، سيما على مستوى تسجيل الأهداف، رغم أن منتخب نيجيريا كان أقرب إلى زيارة مرمى جنوب إفريقيا، وأكثر استحواذا على الكرة، لكن دون جدوى، مع الإشارة إلى أن منتخب “بافانا بافانا” واصل بضع دقائق متبقية منقوصا من لاعبه غرانت كيكانا، إثر تعرضه للطرد في الدقيقة 116؛ وهي الدقائق التي كانت خالية من الفرص، كما لو أن المنتخبين استسلما لمصير ضربات الترجيح التي بات تلوح في الأفق، وهو ما حدث بالفعل.
ومثلما احتاج منتخب نيجيريا وجنوب إفريقيا إلى ركلة جزاء لتسجيل هدف لكل منهما في الشوط الثاني من الوقت الأصلي، فقد أُجبرا أيضا على اللجوء للركلات الترجيحية، لمناقشة إحراز بطاقة التأهل لنهائي الـ”كان”، وما رافق ذلك من تشويق متواصل، على غرار ما شهدته الدقائق الـ120 من إثارة ملحوظة، قبل أن تبتسم ركلات الترجيح في وجه النيجيريين بحصة (4-2)، وإن كان “النسور الخضر” يستحقون الفوز والتأهل، نضير العرض الجيد الذي بصموا عليه، وما أبان عنه اللاعبون من علو كعبهم
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.