كأس أمم إفريقياويليامز..الجنين الذي تسبب في إيقاف مسار والدته اللاعبة
بعد تصديه لأربع ركلات ترجيح، وَقَفَ رونوين وِيلْيَامْز، حارس مرمى جنوب إفريقيا، على عتبة تاريخ كرة القدم الأفريقية.
لقد خلقت تصديات وليامز الرائعة، في مباراة نصف نهائي منتخبه أمام الرأس الأخضر، ضمن كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، الحدث بعد أن جعلت منه أول حارس مرمى في تاريخ هذه البطولة يتصدى لهذا العدد في سلسلة واحدة من ركلات الترجيح، ما أهل منتخب "بافانا بافانا" إلى نصف نهائي المنافسة لأول مرة منذ دورة 2000.
وتمكن حارس مرمى المنتخب الجنوب إفريقي من الحفاظ على نظافة شباكه في أربع مباريات من أصل خمس لعبها حتى الآن في الدورة 34 لكأس أمم إفريقيا. ورغم بدايته الصعبة، بتلقيه هدفين في أول مباراة أمام مالي، فإنه تمكن من تجاوز ذلك وتألق في المباريات التالية.
ولم يكن أحد من المتتبيعن يتوقع تألقا بهذا المستوى، بعد أن انتهت المباراة التي أقيمت على ملعب شارليس كونان بالتعادل السلبي في الوقت الأصلي، مما اضطر المنتخبين للذهاب إلى وقت إضافي لم يشهد أي أهداف أخرى. وكانت ركلات الترجيح هي التي حسمت المباراة وأهلت جنوب إفريقيا إلى الدور نصف النهائي. ولم يتأخر ويليامز في تألقه، حيث تصدى لأول ركلتي جزاء قبل أن يسجل ديروي دوارتي هدف الفوز الوحيد للرأس الأخضر. وعاد الحارس من نادي صن داونز ليتصدى لركلتي الجزاء الرابعة والخامسة، وهكذا قاد منتخب بلاده إلى الفوز والتأهل بعد أن نجح زملاؤه في تسجيل ركلتين بينما تمكن منتخب الرأس الأخضر من إحراز هدف واحد فقط. ولم تجد اللجنة التقنية للكنفدرالية الإفريقية "كاف" أحسن من ويليامز لتمنح له جائزة رجل المباراة، لكنه رغم هذا التألق اللافت وفوزه بالجائزة أظهر تواضعا كبيرا حينما صرح بعد نهاية المواجهة بأن الفضل في ما تحقق يعود إلى زملائه جميعهم، كما أشاد بمحلل الفيديو الذي قال إنه ساعده في مشاهدة الكثير من المباريات.
وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها ويليامز الأنظار، فقد سبق له أن قاد نادي صن داونز الجنوب الإفريقي إلى نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا في النسخة الماضية، ولعب دورًا حاسما بطريقة غير مباشرة في تتويج الأهلي المصري باللقب الإفريقي، إذ كان تصديه لركلة الجزاء في مواجهة الهلال السوداني خلال مباراة الفريقين بدور المجموعات بمثابة تأشيرة منحها لعبور الأهلي نحو دور بع نهائي دوري أبطال إفريقيا وهو العبور الذي توج بإحراز اللقب.
ويليامز، الذي احتفل بعيد ميلاده الثاني والثلاثين في كوت ديفوار يوم 21 يناير الماضي، هو من مواليد مدينة بورث إليزابيث بجنوب إلإريقيا سنة 1992، مساره في الحياة، حتى قبل ولادته، كان مليئا بالأحداث والقصص التي تستحق أن تروى، فوالدته التي كانت لاعبة لكرة القدم في نادي شاتربروف تخلت عن حلمها بأن تصبح مهاجمة معروفة، واعتزلت اللعب في سن مبكرة مباشرة بعد حملها بويليامز، الذي ما إن اشتد عوده حتى ساقه قدره أن يتعلم أبجديات كرة القدم في الفريق نفسه الذي كانت تلعب له والدته، لينتقل بعدها إلى توتنهام الإنجليزي وهو لم يكمل 18 عاما، ثم سوبر سبورت، الذي ظل لاعبا له لمدة 12 عاما.
في سنة 2022 سيقرر ويليامز العودة إلى جنوب إفريقيا عبر بوابة صن داونز، الذي تألق معه قاريا بعد أن لعب معه 32 مباراة، وما يزيد عن 40 مباراة مع المنتخب الأول لجنوب إفريقيا، بعد أول ظهور له معه في 2014 في إطار مباراة ودية أمام البرازيل.
حياة التألق والمجد الرياضي التي يوقع عليها ويليامز تقابلها معاناة شخصية عاش تجربتها قبل 13 عاما، إثر تعرض شقيقه الأكبر لحادث سير أودى بحياته ما ترك أثره لمدة طويلة في نفسية الحارس، نظرا لارتباطه الكبير بعائلته، التي يقول دائما إن فضلها كبير عليه، ولا يتردد دائما في التذكير بأن والده كان معلمه الأول، وبأن والدته اللاعبة السابقة لكرة القدم، وعمه حراس المرمى السابق، كانا قدوته في الحياة.
بفضل أدائه المبهر، لم يعد ويليامز مرشحا فقط لنيل جائزة القفاز الذهبي في كأس أمم إفريقيا، بل إن الخبراء تنبؤوا له بالفوز بجائزة أحسن لاعب في حال قاد منتخبه للتغلب على نيجيريا في نصف النهائي والتأهل إلى المباراة النهائية.
©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite.