S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk

Connectez-vous

ou

Abonnez-vous !
60 DH

1 mois
Découvrir les offres
العربية

استصغار مهين للصحافة المغربية

20.05.2017 à 17 H 20 • Mis à jour le 20.05.2017 à 17 H 41
Par Ali Amar
ما جدوى الصحافة في نظر مسيري البلد؟ ترديد شعار "العام زين" والترويج لدعاية الدولة؟ إن إقصاء الصحافة من تغطية الأحداث الرسمية المهمة بما فيها تلك التي تهم مصالح الوطن العليا، لا يخدم مصالح البلاد. بل باسم هذه الأخيرة يتم هضم حق المواطن في الوصول إلى المعلومة

لوديسك كشفت الأسبوع الفائت استنادا إلى معلومات من مصادر أجنبية، الاستعداد لحفل هام بالقصر الملكي حول الشراكة الاقتصادية بين المغرب ونيجيريا. لا سيما ما يتعلق بمشروع خط الأنابيب الذي سيربط البلدين والذي تبدو معالمه غامضة ومبهمة.



نظرا للأهمية الكبرى لهذا الحدث تمت دعوة الصحافة الدولية لتغطيته حسب ما كتبت:Le360 التي علمت هي الأخرى بالخبر الذي أُحيط بسرية تامة. وسائل الإعلام الحكومية، التلفزيون الرسمي ووكالة المغرب العربي للأنباء كانت كلها حاضرة في الصفوف الأولى لتغطية الحدث، بينما وبكل بساطة تم إبعاد كل المنابر الصحفية الخاصة.



بالطبع ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها التعامل بانتقائية مع الصحافة المغربية الخاصة دون الحديث عن الصحافة المستقلة التي تجد نفسها مقصية بشكل كامل كلما تعلق الأمر بمناسبات يحتضنها القصر الملكي أو بفعاليات تهدف بالأساس إلى تلميع صورة المغرب خارجيا.



بينما، وعلى العكس من ذلك، حين تندلع أزمة ما، أو تكون هناك حاجة ماسة لاستعراض العضلات فيما يخص المواضيع الأمنية أو حتى التغطية المندمجة، يتم استدعاء نفس هذه المنابر الصحفية المهمشة لتلقينها ما سوف تستظهره حرفيا، وفي أفضل الأحوال يتم إحاطة المنابر المهمة منها علما بحذافير الموضوع وحيثياته بكل حرص لإضفاء شكل من المصداقية أو دعم لقضية تعاني خصاصا في الاهتمام الإعلامي خارج الحدود. ما جدوى الصحافة إذن في بلدنا وداخل تصورات حكامنا؟ ألا يمكن الاستنتاج بوضوح أنها مجرد آلة للغوغائية والتطبيل والمباركة؟ بالتالي : اجترارا للبروباغاندا الرسمية؟



مباشرة بعد بداية حكم الملك محمد السادس راودت الصحفيين أحلام عن تغطيات مفتوحة ومؤتمرات صحفية ملكية جنبا إلى جنب مع زملائهم الأجانب كما يحدث في كل الديمقراطيات التي تحترم نفسها، وبدت فكرة حوار خاص مع الملك في متناول اليد للبعض. لا شيء من هذا تحقق : فقد اختار الملك وحاشيته الانعزال الإعلامي التام، تاركين الحكومة وممثلي الإدارة في مرمى نيران الرأي العام.



هذا النقاش حول تداول وتوزيع الأدوار لم ينل أبدا أي نصيب من الأهمية. فقد تمت الإطاحة بالصحافة المغربية بمختلف مشاربها بعد تقزيمها لصالح بعض الأبواق الصحفية الدولية وأيضا لصالح نوع من الأجناس الصحفية التي تدور في فلك شخص الملك غازية  المواقع الاجتماعية بكثافة.



استصغارٌ واحتقارٌ للصحافة المغربية أثرنا الانتباه إليه منذ أمد طويل، لا نحتاج اليوم أيضا إلى سبورة وطبشور كي نوضح ونؤكد أنه لا يخدم بتاتا مصالح المجتمع.



المدافعون عن هذا النظام الراسخ، الذين يتخندقون باستمرار خلف حجج واهية أكل عليها الدهر وشرب دفاعا عما يراد له أن يكون نموذجا لخصوصية المغرب وتفرده كما هو الحال بالنسبة لمواضيع شتى، عليهم أن يدركوا يوما ما أن احترام الصحافة المحلية خصوصا المستقلة منها لا يعتبر أبدا مساسا بمؤسسات الدولة بما فيها الملكية.



هذا الحفل الذي دعيت إليه الصحافة النيجيرية ترك –دون شك- طعم الرماد في أفواه الصحفيين المغاربة الذين يولون اهتماما أكبر لمثل هذه المواضيع من نظرائهم الدوليين الخاصين.



ألم يحن الوقت إذن لتقييم الحطام الإعلامي الكبير لهذا الإقصاء الانتقائي إضافة إلى إقصاءات كثيرة سابقة؟ لا سيما وأن الأسئلة الكبرى حول هذا المشروع المغربي النيجيري العملاق ما زالت بلا أجوبة، ما يثير مرة أخرى مشكلا عويصا هو : الحق في الوصول إلى المعلومة في بلدنا.

arabia - ©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite
Par @MarocAmar