S'abonner
Se connecter
logo du site ledesk

Connectez-vous

ou

Abonnez-vous !
60 DH

1 mois
Découvrir les offres
العربية

حكاية جامع قاطعه المغاربة

12.06.2018 à 13 H 42 • Mis à jour le 12.06.2018 à 13 H 42
Par Youssef El Moussati

يقصده الكثيرون خمس مرات في اليوم، يؤدون فيه صلواتهم ثم يغادرونه دون أن يعرفوا قصته، يمر الكثيرون بجواره قد تشدهم عمارته وتصميمه دون أن يطلعوا على أسراره واختلافه عن باقي الجوامع، بل تميز بمسار وسمات خاصة جعلته يشكل استثناء توارى إلى الظل في عتمة النسيان.


رافق "موقع لوديسك" طلبة ماستر "التاريخ وعلوم الآثار والتراث"، تحت إشراف الأستاذ احمد أشعبان، أستاذ مادة هندسة العمارة الإسلامية بكلية الآداب عين الشق، في زيارتهم الميدانية للجامع العتيق بعين الشق.



يؤكد الأستاذ احمد أشعبان أن تنظيم هذه الزيارة الميدانية يأتي في "سياق المزاوجة بين الشقين النظري والتطبيقي في تدريس وحدة هندسة العمارة الإسلامية ضمن وحدات الماستر التي تعد التجربة الأولى من نوعها في تخصصات العلوم الإنسانية على المستوى الوطني.


 جامع قاطعه المغاربة


إن تضارب الروايات الشفوية حول تاريخ تأسيس الجامع وتطوره يطرح بالضرورة حضور أو غياب النصوص التاريخية المتعلقة بهذا الجامع، وبحسب ما استقاه "موقع لوديسك" فالراجح أن تاريخ تشييده جرى بين أواخر الثلاثينات وأواسط الأربعينات من القرن الماضي، بمبادرة من السلطات الفرنسية هدفها إيواء ونقل السكان المحليين إلى حي خاص بهم يحتوي على كل المرافق الدينية والاقتصادية والصحية... ، فأسندت لمهندس فرنسي، تقول بعض الروايات، أنه ايدموند بريون، مهمة القيام بهندسة الجامع مستوحيا ذلك من هندسة الجوامع الكبرى المعروفة في المغرب (القرويين، الكتبية، حسان، تينمل...الخ)، فيما أسندت مهمة البناء وتنفيذ التصميم للعمال المغاربة وبمواد بناء مغربية تقليدية.



أحد الرواة الذين قابلهم الطلبة و"موقع لوديسك"  قال أنه غداة تأسيس الجامع سرت إشاعات عديدة حوله، منها أن هنالك من العلماء من اعتبر أن بناء الفرنسيين له يبطل الصلاة فيه، فيما أفتى علماء آخرون بعدم جواز الصلاة فيه لكونه بني فوق أرض مغتصبة. فكرة الأرض المغتصبة تقول الرواية "يمكن أن نميز فيها بين مستويين رمزي ومادي، فالمادي هو اغتصاب الأرض من مالكيها، أما المستوى الرمزي فيحيل إلى أن الجامع أقيم فوق مقبرة إسلامية، ما يعنيه الامر من انتهاك لقداسة وحرمة الأموات".


وعن بناء الجامع فوق مقبرة تتضارب الروايات أيضا فإذا كانت بعض الصور القديمة تظهر وجود مقبرة بجواره، فإنه لم يتم تحديد إذا ما كانت الأرض التي أقيم فوقها كانت جزء من المقبرة أو منفصلة عنها.


بحسب ما يروي لنا الحاج بوشعيب وهو أحد أقدم سكان المنطقة، أن مقاطعة المغاربة لهذا الجامع استمرت لسنوات بسبب موقفهم منه إلى أواخر سنة 1951 عندما حل الملك محمد الخامس به في زيارة غير رسمية، وأمر بفتح باب جديد في الجهة الشرقية لتقريبه من المصلين، ورغم عدم صلاته فيه إلا أن زيارته كانت كفيلة بوقف المقاطعة ودفع الناس للصلاة في الجامع بعد سنوات من المقاطعة.



وبحسب ما تتناقله الروايات فقد كانت تلك آخر زيارة للجامع، ويدفعنا هذا للتساؤل حول تاريخ علاقة الملوك العلويين بهذه البناية منذ تأسيسها إلى اليوم.


تظهر الأنباء المتضاربة ومختلف الأسئلة والروايات الحاجة إلى فتح الأرشيف وتمكين الباحثين من الوثائق والمعطيات التاريخية لدراسة تاريخ الجامع وتركيب الصورة كاملة حوله.

 

جامع وحي برغبة فرنسية


يوضح الأستاذ أحمد أشعبان أن تشييد هذا الجامع جاء في سياق تعمير المنطقة الذي قامت به فرنسا، التي كانت تعمد إلى خلق ضواحي قرب مدينة الدارالبيضاء الأوربية يستوطنها المغاربة، خاصة منهم العائدين من الحرب العالمية الثانية، ويضيف أن السلطات الفرنسية كانت وراء خلق مجموعة من الضواحي التي تحولت فيما بعد بفعل الامتداد العمراني إلى جزء من النسيج العمراني للمدينة، وكانت في الأغلب تحمل اسم عيون معروفة فيها (عين السبع، عين الشق، عين الذئاب) وهو ما يحتاج إلى دراسة طبونيمية وتاريخية وأثرية لمحاولة فهم أدق لخلفيات عمليات التشييد هذه.

 

جامع في حاجة للدراسة


خلال الزيارة الميدانية التي رافق فيها "موقع لوديسك"  طلبة الماستر، تم الوقوف على المعمار المميز لهذا الجامع، وهنا يوضح منسق الماستر أحمد أشعبان أن هذا الجامع يحتاج "لدراسة معمارية للوقوف على هندسته والمصادر التي استوحي منها، خاصة في ظل تميزه باستثناءات معمارية تستحق الدرس والتمحيص" مؤكدا في ذات السياق ضرورة الوقوف على النصوص التاريخية وتمكين الباحثين من الأرشيف على اعتبار أنه ثمة مناطق ظل كثيرة تحوم حوله تستلزم الدراسة من أجل رد الاعتبار لجزء من تراثنا المادي المهم بالدرب القديم لعين الشق.




arabia - ©️ Copyright Pulse Media. Tous droits réservés.
Reproduction et diffusions interdites (photocopies, intranet, web, messageries, newsletters, outils de veille) sans autorisation écrite
Par